المقالات


  موقف المغرب من أحادية القرار مما يتصل بحوار الديانات والحضارات  
 

شهدت الكرة الأرضية أثناء شهر شتنبر زلزالا كئيبا حزينا رأيناه وسمعنا عنه وقرأنا مما كان يبعث على الأسى والأسف مما كنا في غنى عنه لو أننا رجعنا إلى الأصول والثوابت التي ظلت تحكمنا منذ قرون عديدة عندما كنا نتلقى الدرس إثر الدرس والنصيحة إثر النصيحة بأن أفضل طريق لحياة الإنسان هي أن يقبل العيش مع الآخرين الذين يتقاسمون الأرض والهواء ... بمعنى أن يشعر شعورا كاملا بأن من حق كل أحد أن يؤمن بالرسالة التي حملها الأنبياء من أجل إسعاد البشرية جمعاء ...

وقد كاد ذلك الزلزال أن يصرفنا جميعا عن الواقع الذي عشناه طوال قرون خلت عندما كان قادتنا يحتكمون دائما إلى العقل والمنطق ويفسحون المجال للنقاش والحوار والتفاهم، بعيدا عن التعصب والتعنت، وبعيدا عن التنابر والتراشق ...

وقد حبب إلي، ونحن نعيش هذه الأحداث التي تتناسل كل مطلع شمس، أن أتناول الموضوع من خلال موقف المملكة المغربية من قضية "أحادية القرار بين دول الجوار التي تعتبر عندي أم القضايا وأسباب كل الرزايا ...

عندما يخيل لأحد منا داخل أسرة أو مجتمع ما من المجتمعات صغيرة أو كبيرة أن يقوم بمبادرة ما داخل تلك الأسرة أو ذلك المجتمع دون ما أن يأخذ برأي الذين يوجدون من حواليه ليعرف رأيهم ... أن يقوم بمبادرة ما : فتح نافذة أو إغلاقها، وقف برنامج تلفزيوني مثلا دون أن يستشير الحاضرين الذين كان يهمهم أمر تلك النافذة أو أمر ذلك البرنامج ...

لا سيما ونحن اليوم نعيش عالما اقترب بعضه من بعض حتى لأمست "النافذة" تهم الذين يسكنون المحيط الأطلسي على نحو الذين يسكنون المحيط الهادئ ...

وإن المسؤولية كل المسؤولية تقع على الملوك والرؤساء والقادة والزعماء في أن يأخذوا بزمام المبادرة إزاء كل ما يمكن أن يعكر الأجواء ... وأن لا يستصغروا أي تصرف منهم ... وأن يحاولوا أن يتخيروا من الوسائل ما يجعلهم جديرين بالرسالة الملقاة على كواهلهم ... لا سيما حول الموضوعات الدقيقة الحساسة التي تتصل بما سميتها "الثوابت" عند الآخرين ...

أمام عيني وأنا أكتب هذه الورقة عشرات بل مئات من الوثائق الدولية التي تربط المملكة المغربية بغيرها من الأمم الأخرى وخاصة الملة المسيحية ... في تلك الوثائق نصوص المعاهدات المبرمة، ونصوص الخطابات المتبادلة وكلها تجعل في صدر شعاراتها ضرورة الحوار قبل اتخاذ القرار ... وضرورة المجاملات والمكايسات دون اللجوء إلى المواجهات والتحديات ...

سوف لا أعيد هنا ما قلته في تآليفي وفي مقالاتي عن الموضوع وأكتفي فقط بتقديم بعض البعض مما يتصل بالموقف من هذه الآفة التي نسميها أحادية القرار.

هذه الآفة التي حاربها القرآن بنصه وقدمها ليس فقط للمسلمين ولكن لكل العالمين على أنها أس المشاكل التي تهدد العلاقات بين الأمم والشعوب والأشخاص كذلك.

كلنا يعرف عن مبدأ مشهور في القانون الدولي العام، هذا المبدأ يقوم على أهمية احترام رأي الأطراف الأخرى عند محاولة إبرام الاتفاقيات، بمعنى أنه لا يجوز أن تبرم العهود والمواثيق على أساس أن يكون الرأي لواحد فقط هو الكاسب الأكثر ... أن يكون هو القوي، أن يكون هو الغني ... عمل كهذا هو ما نسميه بلغة اليوم أحادية القرار أي أن يتملكنا الشعور بأن غيرنا لا يستحق أن نفاتحه الحديث ولا أن نناقشه، وأن لنا وحدنا أن نملي على غيرنا ما نريد !!!

يتحدثون عن امرأة عاشت في القديم سماها التاريخ الإسلامي (ريطة بنت سعد التيمية) ... كانت امرأة مصابة بتخلف فكري، لذلك نعتوها بالمعتوهة وبالحمقاء ...

كانت تقوم بغزل الصوف من الغداة إلى المساء، ثم تقوم بنقض ما غزلت من ذي قبل، وهكذا يذهب جهدها عبثا في عبث وضياعا في ضياع ... فلا هي استفادت مما غزلت، ولا أهلها استفادوا من عملها !!

لعل (ريطة) هذه تذكرنا في الأسطورة اليونانية التي تتحدث عن بينيلوب Pénélope التي كانت تنفض في الليل ما غزلته في النهار على ما هو معروف في الأدب الإغريقي ...

يبدو أن قصة ريطة كان مشهورة في دنيا العرب، ومن ثمت وجدنا لها ذكرا في شعر الأمير عبد الله بن المعتز.

كنافضة أسرارها حين أحكمت * قوى الحبل خرقاء اليدين صناع

لابد بعد هذا التمهيد أن نستحضر الآية القرآنية الكريمة التي تتحدث عن ريطة أو بالحرى تشجب العهود والمواثيق التي قد تعتمد على أحادية القرار أي إلى الاتفاقيات المبنية على أن تكون هناك سلطة عليا لا تتابع وأخرى سفلى حسبها أن تتبع ...

الآية الكريمة تقول : "ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاتا، تتحدون أيمانكم (مواثيقكم) دخلا بينكم أن تكون أمة هي أربى من أمة".

الآية واضحة تمام الوضوح في الحديث عن أحادية القرار أي عن المواثيق والعهود والأيمان التي تنعت في الأدبيات الأوروبية بالاتفاقيات السبعة (Les Conventions Leoniennes) ...

وهي أي الآية الشريفة واضحة تمام الوضوح في تنبيه المتنفذين إلى الاحتياط في تصرفاتهم إزاء الآخرين، قولا وكتابة وممارسة ... وأن لا يتصرفوا تصرفا انفراديا أحاديا يهدف إلى فرض الرأي. اقرأوا الآية الكريمة مرة أخرى :

"ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها، من بعد قوة أنكاتا، تتخذون أيمانكم دخلا بينكم أن تكون أمة هي أربى من أمة" أي أقوى وأرقى منها. 

ومن الطريف أن نذكر أن هذه الآية بالذات حفظتها وثائق الجمعية العامة لهيأة الأمم المتحدة في جلستها ليوم 27 شتنبر 1983 أي قبل نحو من ربع قرن عندما استشهد بها العاهل الراحل الملك الحسن الثاني وهو يدافع عن القضية الفلسطينية التي لم تجد لها إلى الآن حلا يقوم على أحادية القرار !!

وسنرجع بعد هذه الجولة المفيدة في تاريخنا الدولي بالأمس البعيد، سنرجع إلى هذه الوثيقة التي ترجع لأوائل عهد الدولة السعدية بمدينة مراكش بينما كانت دولة بني مرين بمدينة فاس في طريقها إلى الاختفاء، أي أننا سنرجع إلى بداية القرن العاشر الهجري الذي يوافق بداية القرن السادس عشر الميلادي.

كان الملك السعدي على ذلك العهد هو السلطان أبو العباس الأعرج الذي بويع بإشارة من والده أبي عبد الله القائم منذ عام 918=1512. وهو العاهل الذي كان يتصدى لاجتياح البرتغال للجنوب المغربي ... 

هذا البرتغال الذي كانت له أطماع واسعة في بلاد المغرب، لا تتمثل فقط في الهيمنة على الأرض، ولكن، وهذا مهم، في إزاحة السكان بالقوة عن دينهم عن معتقدهم الذي ارتضوه منذ مئات السنين ... وهو أي البرتغال هو الذي بنى أول كنيسة مسيحية عام 910=1514 بمدينة آسفي، دون استيذان من أهل المدينة، بل هو الذي سيذهب أبعد من ذلك، إلى أن يخطط لتنصير البلاد وتمسيحها كلها عندما سنراه يزحف إلى المغرب وعلى رأس الجيوش البرتغالية برية وبحرية في المعركة الشهيرة المعروفة عام 986=1878 بمعركة وادي المخازن أو معركة الملوك الثلاثة كما تنعتها مصادر التاريخ الدولي المطبوعة في أوروبا ...

في تلك الأثناء، والدولة السعدية في بداية نشأتها تتطلع إلى تحرير أرض المغرب من الاحتلال، نجد أن ملك البرتغال، يصر على المضي في طريقه لفرض الرأي الأحادي الذي طغى عليه، والقاضي بتنصير البلاد دون مراعاة لشعور أهلها ... 

وهنا يتموقع الخطاب التاريخي العظيم الذي أرسل به السلطان أحمد الأعرج إلى الملك ضون خوان حول حادثة ما كان لها أن تقع لو أن القادة كانوا يعرفون حدود تصرفاتهم ...

لقد تجلى أول اتصال للسعديين بالبرتغاليين بعد تغلب السلطان أبي العباس الأعرج على مدينة مراكش، وانضمام الزعيم الناصر الهنتاتي لأبي العباس (27 رمضان 920 = 13 أبريل 1515، تجلى في إرسال سفارة برتغالية تتكون من ابن حاكم آسفي العسكري كونصالو Gonsalo وعضوية ابراهام بن زاميرو إلى أبي العباس لإبرام هدنة بين الطرفين، وانتهت المفاوضات فعلا إلى إبرام اتفاقية سلام تشير إليها رسالة تحمل تاريخ 24 صفر 932 = 10 دجنبر 1525، كتب تاريخها بالأرقام الغبارية العربية. 

وقد نفذت رسالة ثانية إلى كارسا قابطان آسفي بتاريخ 3 ذي الحجة 936 = 10 شتنبر 1526. وتبعت هذه الرسالة رسالة ثالثة تقترح تفعيل الاتفاقية، وكان جواب كارسا إلى أبي العباس مولاي أحمد الأعرج تحمل تاريخ 24 شتنبر 1526 (ذي الحجة 632). 

لقد قبل أبو العباس الأعرج عقد هدنة جديدة لمدة سنة بينه وبين جاك الثاني بتاريخ 22 ذي الحجة 931 = 29 شتنبر 1526.

وبين أيدينا مضمون رسالة بعثها أبو العباس إلى جان III بتاريخ 22 جمادى II 933 = 26 مارس 1957 يخبره بأن أخاه محمد الشيخ سلم إليه رسالة من جان III، وأنه عازم على تنفيذ التزاماته فيما يتعلق بشرط السلام ...

وقد اشتكى السلطان مولاي أحمد من سلوك كارسيا قابطان آسفي ... وحتى يعزز شكواه من سلوك كارسيا بعث بنص الرسالة التي كان كارسيا بعثها إلى مولاي أحمد بتاريخ 24 شتنبر 1556، وهي تشهد بأن هذا لم يحترم التعهدات التي التزم بها سلفه كونصالو Gonsalo. ومع أن الأعراف تقتضي احترام الاتفاقيات التي أبرمها السابقون !

ويهمنا اليوم أن نعرف عن الرسالة التي تحمل تاريخ 23 ربيع الأول 936 = 25 نونبر 1529 وهي تتضمن موضوعين اثنين :

الأول وهو بيت القصيد : قضية الفتى الذي اشتكى والده (بوشتى بن فارس) من أن العسكريين البرتغاليين يحاولون تنصيره بعد أن أخذوه إلى معسكرهم ! فالعاهل المغربي يطالب بإرجاعه إلى أسرته ليقيم بعض الوقت بينهم، فأي دين اختاره بعد هذه الإقامة قبلوه.

أما الموضوع الثاني فهو الإشادة بقابطان آسفي الجديد لوبيز Lopez فيما يتعلق بالسير الإداري العادي للعلاقات على العكس من كارسيا الذي كان يحاول عرقلة المسيرة ... لقد كان مولاي أحمد فاتح ملك البرتغال في شأن هذا الفتى المراد تنصيره بعد استدراجه – على ما قلنا – للمعسكر البرتغالي ...

وادعى جواب ملك البرتغال أن هذا المغربي اعتنق دين النصرانية، وقد سمح الملك البرتغالي لنفسه بأن يزكي أن أمر هذا الاعتناق الطوعي حق، وكان يقول : إنه حضر بنفسه أمر قبول المواطن المغربي للدين المسيحي ! 

وهنا يأتي خطاب السلطان أحمد الأعرج ليقول للعاهل البرتغالي : إنه لا يخامرنا شك في أقوالكم، ولكن الحق والعدل لا يعتمد فقط على ما قلتم وإنما يتجلى في الرأي الآخر الذي يقوم عليه دين الإسلام في مثل هذه الحال ...

ثم يشرح ملك المغرب لملك البرتغال موقف الإسلام حول هذه النازلة، وهو يتلخص في أن هذا المواطن المغربي يجب أن يخرج من بلاد البرتغال وأن لا يبقى تحت حكمكم، ونحن نضمن له الأمان، من طرفنا، على أن يقضي عند وليه وكافله فترة من الزمان حددتها الرسالة بعشر ليال أو حتى خمس عشرة ليلة ... فإذا حصل أنه اختار أي دين فإننا سنقبل اختيار هذا العلام ... "وهذا هو الحق" تقول رسالة العاهل المغربي.

وهكذا نجد أن المغرب إذ ينكر أحادية القرار يعلن عن اعتقاده بأن الحوار هو وحده الكفيل بحل المشكل، وأنه لا مانع عندنا من الأخذ بنتيجة الحوار ...

وينتقل الخطاب المغربي بعد هذا الموضوع لعلاج قضايا إدارية بين المغرب والبرتغال على ما نقرأه في النص العربي الذي تقدم ترجمته كذلك إلى اللغة الفرنسية تسهيلا على الذين يهتمون بالموضوع، علاوة على صورة الخطاب مع (العلامة) أي التوقيع الذي يأتي آخر الخطاب ويكون عادة بحروف غليظة يكتبها العاهل بيده أو الكاتب الذي يقع عليه اختياره، وهو يحمل هذا التعبير : (وكتب في التاريخ).

وهكذا نجد أن الحكم في المغرب على ما تدل عليه مئات الرسائل – كما قلنا - يحافظ على الطابع الإسلامي للبلاد كما كان، ولا يقبل أصلا المس بعقيدة أبناء البلاد وهو ضد سياسة الباب المفتوح وإذا صح هذا التعبير وخاصة في أمر المعتقدات نعم للحوار ... ولكن لا للابتزاز وأحادية القرار. لقد ظل المغرب يعتبر أن العقيدة، عقيدة الإسلام هي هويته هي الميزة التي تميزه، هي بمثابة الشوك الذي يحمي القنفذ، القنفذ مادام بشوكه فهو قنفذ وإلا فهو فأرة كبيرة !!

إذا سلمت أنا في هويتي وسلمت أنت، وسلم الثالث أضعنا خمسة عشر قرنا من الموروث الثقافي، وكنا عاقين لماضينا، ومعنى هذا أننا كنا مفرطين في ضياع هذا التراث الضخم في هذه الهوية التي كانت وما تزال هي الدرع الذي يحمينا من الضياع والتشردم وحين نفتقد هذا الدرع نصبح لحما على وضم كما يقول التعبير العربي ... وليس معنى هذا أننا نعاكس طريق الآخرين ... أبدا ... إنما نريد من الآخرين أن لا يتخذوا قراراتهم الأحادية إزاءنا وفي غيبة منا ! ... والعلم على المناقشة خير منه على المتابعة كما يقولون !

ولابد أن أشير في الختام إلى أن النظام التربوي في المملكة المغربية كان يشترط في تعلم الولدان أن يقصدوا (المسايد) جمع (مسيد)، أي الكتاب الذي يستظهر فيه الطفل القرآن الكريم. وكان من عادة المغاربة أن يختاروا موقع المسيد على مقربة من المسجد الذي تقام فيه الصلوات، وإذا ما رجعنا إلى حجج الوقف فإننا سنقف على جرد واسع بأسماء تلك المسايد وتوزيعها على سائر جهات المدينة ... 

على نحو ما يرويه ابن خلدون عن الإمام ابن العربي المعافري في رحلته فإن تعليم الولدان بالمغرب كان يقوم أساسا ومبدءا على حفظ القرآن الكريم، وذلك خوفا على الطفل من أن تصرفه الظروف عن استيعاب القرآن الذي يرتكز عليه التعليم  بالنسبة للمغرب على ما قلنا. 

لقد كان ذلك النظام التربوي هو المتبع بالمغرب وعلى خلاف النظام المشرقي الذي حكى عنه الإمام ابن العربي، والذي كان يمزج بين الاستظهار وبين حفظ الشعر وتعلم الحساب ... لقد كانت "المسايد" وراء السر في انتشار المدارس الأولية التي تعتبر بمثابة جرعات تلقن الطفل المواد الأساسية لارتباطاته الروحية. كنا نعيش حالة طوارئ مع بعض جيرتنا الذين كانوا يرون في الحضور الإسلامي بالمنطقة ما يمنعهم من بسط نفوذهم على البلاد، وما يقضي على غزوهم الفكري الذي كان يهدف إلى القضاء على كل مقومات البلاد ..

 

LETTRE DE MOULAY AHMED EL-A’REJ A JEAN III

(TRADUCTION)



Louange à Dieu seul !

De la part du serviteur de Dieu Très-Haut, le Prince des Croyants et l’auxiliaire de la religion, qui combat dans la voie du maître des mondes, le Sultan de Marakech, la [bien] gardée [de Dieu], et de ses environs, du Haha et de ses environs, du Souss et de ses régions, du Dar’a et de ses provinces, de Tougourarin’ et de ce que s’y rattache et du Wadio-Noun et de ce qui en est proche, seing manuel le Chérif – que Dieu assiste son pouvoir et fortifie son succès par son assistance victorieuse !

Au roi de Portugal D. Joào. – Que Dieu favorise la religion du culte du Dieu Unique et l’élève en lui donnant la puissance solide.

Votre lettre nous est arrivée et nous avons compris ce que vous [nous] y avez dit au sujet de l’affaire d’Ibn Bouchta ben Fares. Nous en avons retenu votre témoignage que celui-ci avait embrassé la religion nazaréenne. Nous ne doutons pas de votre témoignage sur ce fait et nous ne vous y soupçonnons point [de mauvaise foi].

Mais le droit applicable dans notre religion à celui qui se trouve en pareille situation, c’est qu’il soit retiré de votre pays et de sous votre juridiction, avec un sauf-conduit de notre part, et qu’il passe en compagnie de son « wali » dix ou quinze nuits : quelle que soit la religion qu’il aura choisie pendant ce laps de temps, il y reviendra. Tel est le droit.

Quant au capitaine de Safi, Francisco Lopes, n’eût été ce qui s’est passé entre nous le capitaine Garcia de Mello, à savoir la trahison [de celui-ci], il n’y aurait entre nous et lui que de bons rapports, en raison de l’appui que nous avons trouvé auprès de lui pour parvenir à ce qui peut amener la paix entre nous et vous. Tout le bien que vous lui ferez sera donc fait très à propos.

Que Dieu – qu’il soit loué ! – nous assiste pour parvenir à ce qui renferme la paix du monde et de la religion !

Ecrit [alors que] sept [nuits] restaient [à courir] de rabi’ le premier de l’an neuf cent trente-six – que Dieu nous le fasse connaître heureux par sa grâce et sa générosité !





 
     

مزيد من المعلومات
الإسم

اللقب
اتركوا رسالتكم هنا
البريد الإلكتروني
الهاتف
يرجى إدخال الرموز كما تظهر في الصورة أدناه *